
أهم 5 نصائح للباحثين عن عمل في السعودية
يشهد سوق العمل في المملكة تحوّلًا ملموسًا؛ ليس فقط في حجم الفرص المتاحة، بل في طبيعتها، ومواقعها، ونوعية المهارات التي تتطلبها؛ لذلك لم يعد البحث عن وظيفة مقتصرًا على إرسال سيرة ذاتية وانتظار الرد، بل أصبح مسارًا يتطلب وعيًا بالسوق، ومرونة في التوجّه، وفهمًا دقيقًا لما يملكه من قيمة مضافة.
سواء كنت مواطنًا، أو مقيمًا، أو باحثًا دوليًا يستكشف آفاق العمل في المملكة؛ ستساعدك هذه النصائح الخمس على توجيه جهودك بفعاليّة نحو فرص أكثر ملاءمة واستقرارًا.
1. المسافة أَولى من المسمّى أحيانًا
في الرياض، يبلغ متوسط زمن التنقل خلال أوقات الذروة 53 دقيقة في كل اتجاه؛ أي ما يقارب ساعتين يوميًا قد تقضيها في معاناة ازدحام الطرق! وذلك لا يؤثر فقط على روتينك اليومي، بل ينعكس أيضًا على مدى رضاك الوظيفي، وأدائك العملي، وجودة حياتك عمومًا.
وفي هذا السّياق، خالد، الذي انتقل مؤخرًا من وظيفة تسويق وسط الرياض إلى وظيفة مماثلة أقرب إلى مقر سكنه في الضواحي الشمالية، يشارك تجربته قائلًا: "رغم أن راتبي الحالي أقل قليلًا من السابق، إلا أنني أوفّر يوميًا نحو ساعتين من وقت التنقل، حيث منحني هذا الفارق فرصة الالتحاق بدورة إلكترونية لتطوير مهاراتي في التسويق الرقمي، وأصبحت أكثر ارتياحًا سواء في العمل أو حتى في حياتي الشخصية".
- عند البحث عن وظيفة، احرص على:
- بدء البحث عن الفرص القريبة من مقر سكنك.
- احتساب القيمة الفعلية للعرض الوظيفي شاملاً زمن التنقل وتكاليفه.
- دراسة العروض التي قد تكون أقل أجرًا ولكن توفر وقتًا وجهدًا أكبر.
- إبراز قربك الجغرافي من مقر العمل كميزة تنافسية خلال المقابلات.
استخدم منصات تعتمد على الموقع الجغرافي مثل "أوبس"، للعثور على وظائف ضمن محيطك السكني أو بالقرب منه.
2. وائم تصميم سيرتك الذاتية
أصحاب العمل في السعودية معايير خاصة فيما يتعلق بشكل السيرة الذاتية ومحتواها، تختلف أحيانًا عن المعايير الدولية المعتاد، واجتهادك في تكييف سيرتك مع هذه التوقعات يمكن أن يزيد فرص وصولك إلى المقابلة الشخصية.
وفي هذا السياق، توضح فاطمة، مديرة الموارد البشرية بإحدى كبرى شركات التجزئة في جدة: "الكثير من المتقدمين يرسلون سير ذاتية عامة لا تراعي متطلباتنا ولا تتضمّن الخبرات المرتبطة بالسوق السعودي؛ من يبرز حقًا هم أولئك الذين يظهرون فهمًا لطبيعة بيئة الأعمال المحليّة، ويخصّصون سيرهم الذاتية بشكل احترافي ومدروس".
أبرز التعديلات التي ينبغي الانتباه لها عند إعداد السيرة الذاتية:
- تضمين المعلومات الشخصية الأساسية
حيث تتضمن السير الذاتية في السعودية عادةً: - صورة شخصية احترافية بزي رسمي.
- الجنسية.
- تاريخ الميلاد.
- الحالة الاجتماعية.
- الديانة (اختياري).
- رقم الإقامة وحالتها (للمقيمين).
- تسليط الضوء على الخبرات والمهارات ذات الصلة
ركّز على الخبرات التي تتماشى مع احتياجات سوق العمل المحلي، مثل: - مهارات خدمة العملاء (مع مراعاة الاختلافات الثقافية).
- خبرات سابقة في منشآت داخل السعودية أو منطقة الخليج.
- المهارات التقنية المتخصصة المطلوبة للوظيفة.
- مؤشرات الموثوقية مثل انتظام الحضور أو القدرة على تغطية المناوبات.
- توضيح مستوى إتقان اللغة
بيّن بوضوح مدى إجادتك لـ: - اللغة العربية (قراءة، كتابة، تحدّث).
- اللغة الإنجليزية (قراءة، كتابة، تحدّث).
- أي لغات إضافية يمكن الاستفادة منها في وظائف خدمة العملاء.
تحديد الموقع الجغرافي
حدد منطقتك السكنية أو اسم الحي، لتسهيل مطابقة ملفك مع الوظائف التي تبحث عن كوادر قريبة من موقع العمل.
3. افهم نظام التوطين (نطاقات) وتأثيره على فرصك
لا يقتصر التنافس في سوق العمل السعودي على المؤهلات والخبرة فقط، بل تحكمه أيضًا سياسات تنظيمية مثل "التوطين" أو ما يعرف ببرنامج "نطاقات"؛ حيث تفرض هذه السياسة على الشركات توظيف نسب محددة من المواطنين السعوديين، بنسب متفاوتة حسب حجم القطاع ونوع النشاط، مما يعيد رسم خريطة الفرص المتاحة للجميع.
- للسعوديين، فتح التوطين مسارات جديدة، لا سيما في قطاعات التجزئة والخدمات والضيافة، حيث بات العديد من الوظائف مخصصة حصرًا للمواطنين.
- للمقيمين، الإلمام بتفاصيل النظام أصبح أكثر من ضرورة؛ فهو ما يحدّد أين تبقى الفرص متاحة، وأين تضيق الخيارات، إذ لا تزال بعض الأدوار الفنية والوظائف المتخصصة مفتوحة للمواهب الدولية، لكنها تخضع لتحولات مستمرة.
ينصح أحمد، متخصص التوظيف في قطاعي التجزئة والضيافة: "ابقَ على اطلاع دائم بتحديثات نظام التوطين في القطاع الذي تستهدفه؛ فبعض القطاعات الاستراتيجية تطبّق نسب توطين أعلى من غيرها، مما يؤثر بشكل مباشر على فرص التوظيف. لذلك، إذا كنت مقيمًا، فابحث جيدًا عن الوظائف التي ما تزال متاحة لغير السعوديين؛ وإذا كنت مواطنًا، ركّز على القطاعات التي تستهدف حاليًا استقطاب الكفاءات الوطنية".
4. طوّر مهاراتك، واستعرض خبراتك التقنية
يمثّل التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة نقطة انطلاق نحو رقمنة مختلف القطاعات، مما جعل امتلاك المهارات الرقمية مطلبًا أساسيًا لا يقتصر على الوظائف التقنية والتخصصية، بل يمتد ليشمل الوظائف ذات المستوى المبتدئ كذلك.
وفي هذا السياق، تروي "نورة" تجربتها في الانتقال من وظيفة تقليدية كأمينة صندوق، إلى دور متطور يشمل إدارة الطلبات الإلكترونية داخل المتجر، قائلة: "أصحاب العمل اليوم يبحثون عن الأشخاص القادرين على التكيّف السريع مع التقنيات الجديدة، فتسليط الضوء على خبرتي في استخدام أنظمة نقاط البيع، إلى جانب مرونتي في التعامل مع الأدوات الرقمية؛ أحدَثا فارقًا كبيرًا في مساري المهني، حيث أصبحت أتعامل يوميًا مع خمس منصات رقمية مختلفة على الأقل."
عند تطوير مهاراتك وعرضها في سيرتك الذاتية، ركّز على إبراز:
المهارات التقنية الأساسية للوظائف الخدمية:
خبرة في استخدام أنظمة نقاط البيع (POS).
إتقان التعامل مع التطبيقات الإلكترونية.
إجادة استخدام برامج "أوفيس" الأساسية (مثل: وورد/إكسل…).
التعامل مع أنظمة الطلبات أو إدارة المخزون.
المهارات التقنية المتخصّصة (حسب القطاع):
شهادات معتمدة في استخدام البرامج ذات الصلة بالمجال.
خبرة في التطبيقات والأنظمة الخاصة بالقطاع.
مهارات خدمة العملاء عبر القنوات الرقمية.
خبرة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي (عند ارتباطها بطبيعة العمل).
تتوفر العديد من الدورات التدريبية المجانية أو منخفضة التكلفة عبر المنصات الرقمية، التي تتيح لك تطوير هذه المهارات، وتذكّر: حتى الدورات القصيرة يمكن أن تمنح سيرتك الذاتية قيمة إضافية وتُظهر التزامك بالتطوّر المهني
5. اجمع بين الوسائل التقليدية والحديثة
يحقّق الباحثون عن عمل في السعودية أعلى نسب النجاح حين يجمعون بين الطرق التقليدية والاستراتيجيات الرقمية الحديثة، إذ لا تزال الشبكات الشخصية تحظى بقيمة كبيرة في الثقافة السعودية، وتلعب العلاقات والتوصيات دورًا مؤثرًا في فرص التوظيف.
وفي هذا السياق، يذكر محمد، الذي حصل على وظيفته في إحدى سلاسل المقاهي الشهيرة عبر توصية عائلية: "في المملكة، لا تزال المعرفة الشخصية تصنع فارقًا حقيقيًا.. أخبر أصدقاءك وعائلتك وزملاءك السابقين بأنك تبحث عن فرصة؛ فالتوصية الشخصية تساعد في لفت الانتباه إلى طلبك ومنحك فرصة للتقدم في مراحل التوظيف".
إلى جانب أهمية الشبكات التقليدية، يشهد البحث عن الوظائف تحوّلًا متسارعًا بفضل المنصات الرقمية، التي أصبحت أداة رئيسية للوصول إلى فرص جديدة وتوسيع نطاق الخيارات، مثل منصة "لينكد إن"، والمنصات المتخصصة حسب المجال أو الحاجة، مثل:
- منصات التوظيف العامة.
- منصات التوظيف المتخصصة - للوظائف الفنيّة أو التخصّصية.
- منصات التوظيف المعتمدة على تحديد الموقع الجغرافي - للعثور على فرص قريبة (مثل "أوبس").
- صفحات التوظيف في المواقع الرسمية للشركات.
وفي هذا السياق، تتحدّث سارة، التي التحقت مؤخرًا بوظيفة في قطاع الضيافة، عن تجربتها قائلة: "كانت خطوتي الأولى تحديد قائمة بالشركات القريبة من منزلي، بحيث لا تستغرق المسافة أكثر من 15 دقيقة، بعدها، واظبت على متابعة صفحات التوظيف الخاصة بها، والتواصل مع موظفيها عبر "لينكد إن"، إلى جانب الاستعانة بمعارفي لاكتشاف الفرص المتاحة.. ومن خلال هذا المزيج من الوسائل التقليدية والرقمية؛ تمكّنت من إجراء عدة مقابلات خلال أسابيع فقط".
نصيحة إضافية: استعدادات لإجراء المقابلات في المملكة
تتضمن مقابلات العمل في السعودية بعض العوامل الثقافية التي تختلف عن ممارسات الدول أخرى؛ احرص على معرفتها وفهمها فهي مفتاح لترك انطباع إيجابي لدى مسؤول المقابلة.
اتبع الإرشادات التالية لتعزّز جاهزيّتك:
احرص على الوصول قبل الموعد بـ 15 إلى 20 دقيقة.
تعلّم أساليب التحية المتبعة ثقافيًا.
ارتدِ ملابس محافظة ورسمية.
استعد للإجابة عن الأسئلة التقنية والتخصصية.
أجرِ بحثًا مسبقًا عن معدلات الرواتب في السوق (لمناقشة توقّعات الراتب).
أبرز مؤشرات الموثوقية (مثل انتظام الحضور، المرونة…).
طريقك نحو الفرصة المنشودة
يتطلب البحث عن وظيفة في السعودية فهمًا عميقًا لطبيعة سوق العمل المتغير، إلى جانب استيعاب العوامل الثقافية التي تحكم بيئة التوظيف في المملكة، ولتعزيز موقعك في هذا السوق الديناميكي، ركّز على:
- إعطاء الأولوية لموقع الوظيفة أثناء البحث.
- مواءمة طلباتك مع توقعات أصحاب العمل المحليين.
- فهم تأثيرات نظام التوطين.
- تنمية المهارات التقنية المطلوبة.
- توسيع قنوات البحث.
تذكّر: الإصرار والمرونة ليست مجرّد صفات مساندة، بل عوامل حاسمة يقدّرها أصحاب العمل المحلّيّين، ومن الطبيعي أن يستغرق طريقك نحو الوظيفة المنشودة بعض الوقت، لكن المثابرة واعتماد منهجية ذكية سيقودانك إلى الفرص التي تليق بك، وتمنحك توازنًا حقيقيًا بين حياتك المهنية والشخصية.
انطلق الآن برحلتك نحو الوظيفة الأقرب لمنزلك من خلال منصّة أوبس؛ حيث الفرص التي تتوافق مع مهاراتك، وتواكب طموحاتك.
مهتم بمجالات التجزئة والضيافة والخدمات؟ تابع مدوّنة "أوبس" لاكتشاف أفضل النصائح المهنية المتخصّصة، واقتناص الفرص الأقرب إلى منزلك.